دبي، 11 سبتمبر 2013، م. نورالدين، أخبار الآن –  حصل تلفزيون الآن على صور كان عثر عليها لواء داوود، تظهر ضباطا إيرانيين ينخرطون في الحملة العسكرية للنظام في منطقة حلب. الفيديو يظهر بما لا يدع مجالا للشك كيف أن نظام الأسد قلص سوريا وجيشها إلى مجرد بيادق في أيدي الحرس الثوري الإيراني.
إيران هي الحليف الأول لنظام الأسد. لطالما كانت متورطة في الاقتتال في سوريا. أرسلت الآلاف من مقاتلي حزب الله للقتال ضد إخوتهم العرب في سوريا. التورط المباشر لعناصر الحرس الثوري الإيراني في سوريا لم يكن يوما سرا. ولكن ما أهمية هذه الصور التي حصلنا عليها من لواء داوود؟ ثمة أكثر من أمر. أولا، هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها تسجيل مرئي لضباط إيرانيين يعملون في سوريا في يوم عمل عادي. يقودون السيارات، يشغلون أجهزة اللاسلكي ويتعاطون مع الجنود السوريين. ومن الأهمية بمكان أن هذه التسجيلات قام بها مصور من عندهم. ثانيا، تظهر ضباطا إيرانيون يعملون في حرية مطلقة. يقودون سيارة ويتوقفون عند نقطة تفتيش للنظام حيث جنود الأسد يلوحون لهم بمتابعة المسير. من الواضح أن جنود النظام لديهم تعليمات واضحة بالانصياع لكل ما يقوله الإيرانيون.
ثالثا، وربما كان هذا الأمر الأكثر صدمة، وهو كيف يظهر الإيرانيون الأكثر تفوقا وسيطرة عندما يتعاطون مع جنود الأسد. لا يظهر أنهم حلفاء متكافئؤن.
يمشون ويتحدثون وكأنهم الطرف الأوزن في المعادلة. مثل هذه المشاهد لإيرانيين يتحدثون للجنود السوريين بفوقية لا بد أنها  مشاهد مؤلمة وموجعة لأي ضابط سوري يريد إنقاذ بلده، وثمة تفاصيل أخرى مزعجة. يظهر أن الإيرانيين يكتبون على كل حائط اسم سيدنا الحسين. إنهم يسيسون واحدا من أقدس الأسماء في الإسلام. لا بد أن السوريين يتساءلون كيف يختلف هذا عن ممارسات القاعدة وحلفائها بالإساءة لكلمة التوحيد وختم الرسول عليه الصلاة والسلام لأغراضهم المقيتة.
الصور التي حصل عليها تلفزيون الآن من لواء داوود تظهر إذا بما لا يشوبه الشك كيف أن إيران وحليفها نظام الأسد أحالوا سوريا إلى مجرد لعبة فيما يزيدون الاحتقان الإثني والديني الذي يمزق سوريا.
ولا شك في أن الصور ستكون مزعجة لملايين الإيرانيين ممن صوتوا لتغيير السياسات الفاشلة التي مارستها الإدارة الإيرانية السابقة. أحد مطالب التغيير هذه كان أن تركز بلدهم على المشاكل الاقتصادية الداخلية وتصحيح العلاقة مع الجيران والغرب. الصور الأخيرة التي حصل عليها تلفزيون الآن من لواء داوود في سوريا تظهر أن إيران لا تزال بعيدة آلاف الكيلومترات عن هذا المطلب السامي.