بيروت ، لبنان ، 16 نوفمبر 2013، وكالات –

ذكرت وزارة الشوؤن الاجتماعية اللبنانية في بيان أن منطقة البقاع الشرقي، وتحديداً بلدة عرسال، شهدت تدفّق عدد كبير من العائلات السورية النازحة التي بلغ عددها نحو 1200 عائلة، معظمها من مناطق القلمون وريف حمص.

واضافت ان الوزارة أنها أطلقت حالة طوارئ على مستوى أجهزتها كافة، وعلى مستوى مختلف المؤسسات الدولية والمحلية العاملة في ملف النازحين، وذلك لتقديم كل الحاجات الأساسية للعائلات الوافدة.

واشارت الى تقديم مساعدات فورية لكلّ اللاجئين، وتأمين أماكن مؤقتة لإقامتهم، تمهيداً لنقلهم إلى أماكن إقامة أخرى. واوضحت انه تم تامين “مئة خيمة مخصّصة لإقامة النازحين المؤقتة”، في حين “تمّ تحديد قطعة أرض في عرسال لتجهيزها كمركز إيواء مؤقّت بإدارة الوزارة ومفوضية الأمم المتحدة للاجئين لاستيعاب العائلات النازحة في حال استمرار موجات النزوح”.

وكان احمد الحجيري، عضو المجلس البلدي في بلدة عرسال، الحدودية مع سوريا، وجه في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس صباحا نداء ل”تامين مساعدة طارئة وملحة” للنازحين. واشار الى ان العائلات عبرت الحدود في سيارات او على دراجات نارية او سيرا على الاقدام، متوقعا “وصول المزيد خلال الايام القادمة مع تصعيد المعارك في القلمون”.

ويستضيف لبنان اكثر من 814 الف نازح سوري وصلوا تباعا منذ بدء النزاع في بلادهم في منتصف آذار/مارس 2011. ويشكل وجودهم عبئا اقتصاديا كبيرا على الدولة الصغيرة ذات الموارد المحدودة والتي تعاني اصلا من مشاكل جمة في البنى التحتية والخدمات العامة. وبلدة عرسال ذات غالبية سنية وهي متعاطفة اجمالا مع المعارضة السورية، وتستضيف اعدادا ضخمة من النازحين.

وبين الوافدين من سوريا الى لبنان، تسعة مسلحين سوريين اوقفهم الجيش اللبناني بعد عبورهم الحدود في منطقتي جرد عرسال وبريتال في بعلبك، بحسب ما ذكر بيان صادر عن الجيش اللبناني. وجاء في البيان “أوقفت وحدات الجيش على حاجز وادي حميد – عرسال، وفي منطقة بريتال – بعلبك، تسعة أشخاص من التابعية السورية أثناء محاولتهم الدخول إلى الأراضي اللبنانية، وقد ضبطت بحوزتهم كمية من الأسلحة الحربية الخفيفة والذخائر والقنابل اليدوية”.

كما اشار الى توقيف شخص من التابعية الجزائرية، “لعدم حيازته إقامة شرعية”. وينقسم اللبنانيون بين مناصر للمعارضة السورية ومؤيد لنظام بشار الاسد، ما ينعكس توترات امنية في عدد من المناطق. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ردا على سؤال لفرانس برس ان “العمليات الجارية في القلمون تشكل تمهيدا لمعركة كبيرة”.

واضاف ان “الاشتباكات العنيفة” مستمرة منذ يوم امس في محيط مدينة قارة في القلمون، على طريق حمص- دمشق الدولي”. واشار الى “استقدام القوات النظامية والكتائب المقاتلة تعزيزات الى المنطقة”، موضحا ان “حزب الله حشد الاف المقاتلين على الجانب اللبناني من الحدود مع القلمون في اطار مشاركته” في القتال الى جانب قوات النظام، كما اشار الى حشد لجبهة النصرة والكتائب المقاتلة بالالاف.

في المقابل، قال مصدر امني في دمشق ردا على سؤال لفرانس برس ان المواجهات في قارة ناتجة “عن عمليات يقوم بها الجيش السوري لمطاردة بعض الفلول الهاربة من مهين” في ريف حمص الجنوبي الشرقي. وتبعد مهين 20 كيلومترا شرق قارة. وكان مقاتلو المعارضة استولوا خلال الاسبوع الماضي على جزء من مستودعات اسلحة موجودة على اطرافها ومناطق محيطة، لكن قوات النظام استعادتها الجمعة بعد معارك طاحنة.

ونفذ الطيران الحربي السوري ثماني غارات السبت على محيط مدينة قارة، بحسب المرصد. في دمشق قتلت امرأة السبت  نتيجة سقوط قذائف هاون على حيي القصاع والعباسيين. وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” ان الاعتداءات بالهاون تسببت ايضا باضرار مادية، وان منفذيها “ارهابيون”.
من جهة ثانية، نفذ الطيران الحربي السوري، بحسب المرصد اربع غارات السبت على مناطق في حي جوبر في شمال شرق العاصمة.

في محافظة حلب (شمال)، افاد المرصد عن سيطرة القوات النظامية “مدعمة بضباط من حزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني ومقاتلين من لواء ابو الفضل العباس الذي يضم شيعة من جنسيات سورية واجنبية” على كل الطريق الواصل بين مطار حلب الدولي ومعامل الدفاع قرب السفيرة (شرق حلب)، باستثناء منطقة صغيرة معروفة ب”معامل البطاريات والكابلات تسيطر عليها الدولة الاسلامية في العراق والشام” بحسب المرصد. ويندرج ذلك في اطار سلسلة انجازات حققتها قوات النظام على الارض خلال الاسابيع الماضية في ريف حلب لا سيما شرق مدينة حلب.