أخبار الآن | دمشق – سوريا – (سوزان أحمد):

 قام مجموعة من النشطاء في محاولة لإحياء الحراك السلمي وسط العاصمة قبل أيام، بتوزيع قصاصات ورقية في معظم أحياء دمشق تدعم الحملة الإعلامية الداعية لإنقاذ مدينة حلب في شمال البلاد من التدمير الممنهج على يد قوات النظام..

من قلب العاصمة السياسية تمت المطالبة بإنقاذ العاصمة الاقتصادية التي يتم قصفها يوميا ببراميل متفجرة، وأتى ذلك بخطوة جريئة في ظل التضييق الأمني الذي تفرضه قوات النظام على أهالي دمشق.

وقد جاءت هذه الحملة انطلاقا من الشعور بالمسؤولية اتجاه ما يحدث في أكبر المدن السورية التي تقع (310 كم) شمال غرب البلاد، ولضرورة القيام بشيء لإنقاذ ما تبقى من حلب، وفي رغبة لمساندتها بما هو متاح وفق نشطاء.

وتشرح لمى الخطيب أحد منظمي الحملة، صعوبة العمل السلمي في العاصمة فتقول: “يواجهنا مشكلتان في أي نشاط سلمي، فهناك التضييق الثوري الذي نلقاه من الناشطين المعارضين لأي حراك سلمي، والتضييق الأمني على يد قوات النظام وشبيحته.”

وتشير الخطيب في حديث خاص لأخبار الآن كيف تم تنظيم فرق العمل والاتفاق على آلية التنفيذ وتحديد الأماكن وطباعة المناشير التي تحمل الشعارات المنادية بإنقاذ حلب، وتعيين موعد التنفيذ.

وتؤكد الخطيب على أهمية النشاط السلمي في معقل النظام بعد أن تمت عسكرة الثورة وكثرت انتهاكات السلاح: “أردنا لهذه الحملة أن تكون أكبر رسالة استفزازية للنظام نخبره من خلالها أننا هنا ماضون في ثورتنا حتى النصر، ولنقول للعالم أن الثورة لم تمت في دمشق.”

يشار إلى أن هذه المجموعة من الناشطين التي رفضت اتخاذ اسم أو شعار، قد أحيت ذكرى الثورة من خلال إلصاق العلم الثوري في عدة أحياء من دمشق كما فعلت بـقصاصات “#أنقذوا_حلب”، وتم توثيق ذلك بالصور والفديوهات في كل من دمشق القديمة والبرامكة والصالحية وكفرسوسة وأبو رمانة وغيرها.

في هذه الغضون يؤكد أبو عبد الله الميداني أحد المشاركين في الحملة، أن ما دفعه للمشاركة هو رغبته في إظهار الروح الثورية الواحدة التي تجمع كافة المدن السورية التي تعاني من الظلم والقتل والدمار.

ويصف الميداني في حديثه لأخبار الآن حجم المخاطرة الكامن في المشاركة بمثل هذه الحملة قائلا: “كل شخص في دمشق عرضة للاعتقال التعسفي على أيدي قوات النظام أوالجيش أواللجان الشعبية، ومع هذا خرجنا متحدّين خوفنا وظنهم بأنهم يحكِمون قبضتهم الأمنية على دمشق.”

ويعتقد أن الأعمال السلمية مهمة ولها تأثيرها على النظام وأتباعه في هذه الثورة التي بدأت سلمية بمشاركة مختلف أطياف المجتمع من طلاب وعمال ومثقفين.

بالمقابل، صعوبة العمل وروح التحدي هما ما دفع الناشطة جُمان للمشاركة في هذه الحملة، حيث أرادت أن تساهم بشيء يكون له صدى وأثر.

وتتحدث جُمان عن مشاعرها أثناء توزيع المنشورات فتقول: “كنت خائفة، تماما كما كنا نشعر بالخوف في بداية الثورة، كانت مهمتي وضع المناشير في بعض الأماكن العامة وشعرت بأني أقوم بشيء عظيم.”

امتاز النشاط السلمي هذه المرة بسريته التامة وأُخفي الأمر حتى عن الناشطين الغير معنيين بالمشاركة “لم أخبر والدتي بما كنت أنوي أن أفعل بالرغم من أني لا أخفي عنها شيء أبدا.” تضيف جُمان.

وتختم حديثها بالقول: ” أردنا أن نثبت بطريقتنا الخاصة أن النشاط السلمي لم يمت أمام قوة السلاح، وسعدنا جدا بالأثر المعنوي الذي تركه على قاطني دمشق.”