أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (إذاعة الآن FM):

وخلال برنامج “صبحية الآن إف إم مع نسرين” تحدث مراسل أخبار الآن مالك أبو خير عن حقيقة ما جرى في المظاهرة التي شهدتها مدينة السويداء، واعفي على إثرها رئيس فرع الأمن السياسي في المحافظة المدعو وفيق ناصر، هذا الشخص الذي تداول الإعلام إسمه كثيراً، خصوصاً بعد أن فضح ممارساته الإعلامي السوري الدكتور فيصل القاسم معد ومقدم برنامج “الاتجاه المعاكس” على قناة الجزيرة الأخبارية.

يقول مالك أن شرارة البداية انطلقت من إحدى خيام أقيمت للاحتفال بانتخاب بشار الأسد، النظام دوماً يسعى لابراز هوية الأشخاص الدينية ضمن احتفالات لتأييد الأسد، حتى تبدو هذه الطائفة أو تلك مؤيدة له ولنظامه أمام الشعب السوري وأمام العالم أجمع. رجال الدين الدروز أخذوا موقف بعدم تأييد هذه الاحتفالات أو حتى الظهور بها، ونتيجة غياب المكون المقصود من هذه المسرحية المسماة “احتفالات انتخاب الأسد” قام اثنان من عناصر أمن الأسد، بارغام سيدة ترتدي الزي التقليدي لأهالي السويداء، على الدخول إلى خيمة الانتخابات، وأمسكوها صورة لبشار الأسد ليصوروها، في رسالة الغاية منها اظهار الدروز كمؤيدين للنظام وفرحين بانتخاباته!. لكن الذي حدث أن مجموعة من رجال الدين الدروز، كانوا متواجدين قرب الخيمة وشاهدوا ما حدث، فتدخلوا فوراً لمنع ذلك، لأنه بأي حال من الأحوال لا يجوز في عرف أهالي السويداء أن يقوم من يرتدي الزي الديني بالرقص، سواء كان رجل أو إمرأة!.

ويتابع.. لذلك أخرج الشيوخ المرأة من الخيمة، ثم داسوا على الصورة التي أعطيت لها، ثم دمروا الخيمة وكل محتوياتها، وطردوا عناصر الأمن خارج المنطقة. كل ذلك ولم يتدخل الأمن بشكل تصعيدى مع رجال الدين، لكن بعد يومين قام النظام باعتقال أحد المشايخ الذين شاركوا بتدمير الخيمة وطرد رجال الأمن وهو الشيخ “لورانس سلام”، فجاءت ردة الفعل مباشرة من رجال الدين في السويداء، حيث اعتصموا مسلحين عند مقام ديني له أهمية كبيرة لدى أهالي السويداء، وانضم لهم الكثير من المدنيين، وما أخاف النظام، انضمام أشخاص يعتبرون موالون للأسد ومن اللجان الشعبية الموجودة في المحافظة، وطالب هؤلاء بتنفيذ مطالب المشايخ وإلا سيقومون بالهجوم على مبنى الأمن العسكري. وقد تسبب الاعتصام بقطع أهم طرق محافظة السويداء “الطريق المحوري”.

ويضيف أبو خير.. النظام ولامتصاص غضب الأهالي أمر بخروج رئيس فرع الأمن العسكري وفيق ناصر من مبنى الفرع وحتى من المحافظة، وقام باطلاق سراح الشيخ لورانس وشيخ آخر.. بنفس اليوم اجتمع شيوخ العقل بمنطقة المزرعة وقرروا أنهم لن يتوقفوا عن احتجاجاتهم إلا إذا قام النظام بإقالة وفيق ناصر من فرع الأمن العسكري، وقد تواردت أنباء مؤكدة عن رضوخ الأسد لمطالب المشايخ، حيث اقيل ناصر وكلّف علي طه لرئاسة الفرع.

ويرى مالك أبو خير أن الحدث الذي جرى في السويداء هو الأول من نوعه بعد أحداث عام 2004 في المدينة، حيث قام رجال الدين الدروز هذه المرة أيضاً بالاحتجاج، وهذا يعني أن المجتمع الدرزي كله سيقف معهم.. “لا نريد تضخيم الأمر، لكن يجب معرفة أن النظام يخشى من تدخل رجال الدين الدروز للوقوف بوجهه، فمجرد أن يعتصموا بالساحة ضده، سيأتي سكان المدينة بأسرها للوقوف معهم، المعارضين وحتى الموالين!”.

وعن صحة منع دخول وئام وهاب إلى السويداء قال مالك: “وئام وهاب مرفوض دخوله إلى الجبل منذ مدة طويلة، ليس له أي وزن أو صلاحيات في مدينة السويداء، وهناك تضخيم إعلامي لدوره… وقد رُفض طلبه مراراً وتكراراً في تشكيل ميليشيات مقاتلة من أبناء المدينة، كما رُفض نفس الطلب من الأسير السابق سمير القنطار، وأعلنها مشايخ السويداء صراحةَ، أنه لا يجوز تشكيل مثل هذه المجموعات المسلحة خدمة لأهداف أحد مما سيضر بالنسيج الديني السوري، كما حرم المشايخ الصلاة على القتلى من أبناء المنطقة إذا شاركوا بالقتال في مناطق أخرى من سوريا، وهذا الأمر يعتبر كارثة لأهالي القتيل في السويداء”.

وتحدث مالك بحرقة لبرنامج “صبحية الآن” عن النظرة الخاطئة لمدينة السويداء، على أنها مدينة موالية للأس، معتبراً أنه من الظلم اعتبارها كذلك، وإن كانت مهادنة فذلك لا يعني إطلاقاً قبولها ما يفعله الأسد في البلاد، غير أن ظروف عديدة تقف وراء هدوء المدينة أبرزها غياب معظم أبناء السويداء الشباب واضطرارهم للهجرة والسفر خارج البلاد نتيجة الإهمال المتعمد الذي عاشته المحافظة لعقود.

يذكر أن تنسيقية “أخبار الثورة السورية في المناطق المعتّم عليها إعلامياً” نشرت أمس الأول في صفحتها على فيسبوك تفاصيل الإفراج عن الشيخ لورنس سلام جاء فيها:

على أثر اعتقال الشيخ لورنس سلام يوم أمس من قبل الأمن العسكري تجمع اليوم أعداد كبيرة من رجال الدين ومختلف شرائح المجتمع في منزل الشيخ المعتقل وانطلقوا بموكب كبير إلى قرية السهوة -منزل الشيخ الحناوي شيخ العقل- وهم يرددون أهازيج بالروح نفدي وطنا ويسقط وفيق ناصر رئيس فرع الأمن العسكري وخسا من قال عيشتنا ذليلة وتم أيضاً المطالبة بإطلاق سراح كافة المعتقلين.. كما وتم انشقاق أكثر من ثلاثين عنصر مع اسلحتهم من ما يسمى الدفاع الوطني والتحقوا بالمشايخ.

ومن الجدير بالذكر أن الأمن العسكري قام بإخلاء جميع الحواجز في المدينة من عناصره ووضع مكانهم عناصر من أبناء السويداء وذلك لإثارة الفتنة- وفي هذه الأثناء وبعد تهديد المشايخ باقتحام فرع الأمن العسكري تم إطلاق سراح الشيخ لورنس ولكن المشايخ ومن معهم من الأهالي استمروا في اعتصامهم والمطالبة بإقالة وفيق ناصر.

بعد ذلك انطلق الموكب من قرية السهوة إلى قرية عرى وسط إطلاق نار كثيف وهتافات “يسقط وفيق ناصر” وفي عرى قام أحد الشبيحة بالدخول بين المعتصمين ورفع صورة المجرم بشار الأسد فتم ضربه وتمزيق الصورة.. انطلق الموكب إلى مدينة السويداء وتجمع المشايخ ومن معهم في مقام عين الزمان وقبل دخولهم حاول بعض الشبيحة منع المعتصمين من دخول مقام عين الزمان وقالوا للمعتصمين إذا استمر الاعتصام ستقصف السويداء بالطيران، فقام المشايخ الأصلاء بطردهم وتوبيخهم، ثم تابع المشايخ في اعتصامهم وسط هتافات منها (سورية حرة ولا لتقسيم سورية- الفتنة ورائها الأمن والشبيحة ووفيق ناصر..) وبعدها تكلّم الشيخ يوسف الجربوع للمعتصمين بأنه تلقى وعد بإقالة وفيق ناصر.عاشت سوريا حرة أبية بشرفاءها ..ويسقط بشار وشبيحته