أخبار الآن | دمشق- سوريا (نور حمزة):

قدم وفد من النشطاء الدوليين إلى سورية ضمن حملة تهدف لتقديم المساعدات الطبية والإنسانية للشعب السوري، وقد كان من ضمنهم (مايريد ماغواير) صاحبة نوبل للسلام والبروفيسور في جامعة ساوثهامبتون (ديكلان هايز Declan Hayes). وبعد أن أنهى الوفد لقاءاته الرسمية و”الشعبية” قدم الناشطان محاضرة تعكس رؤيتهم للسلام في سورية.

كان اللافت في محاضرتيهما هو تأسيس تصورهما بناء على مقابلاتهم مع أهالي المناطق المؤيدة، التي كما ذكروا، عانوا من عنف الجيش الحر!.. تقول ماغواير:(التقينا في اللاذقية مع شهود عيان، لقد قتل الكثير من أقربائهم على يد مقاتلي الجيش الحر بطريقة عنيفة). وذلك في معرض حديثها عن زيارتهم لمركز الإيواء وأسر الشهداء وتقديمهم السلل الغذائية والمعونات الطبية للمحتاجين والمتضررين من أهالي كسب وعدرا وحمص؟!

وقبل مجيء الناشطين الدوليين، كلف النظام مجموعة من مؤيديه المخلصين مهمة تنسيق رحلة الناشطين الغربيين، لذلك كانت كل اللقاءات التي أجروها تمت مع المؤيدين وفي المناطق الموالية للأسد، وهو ما يطرح التساؤل الكبير عن رؤية نشطاء السلام للقتل الممنهج والمنظم الذي تقوم به قوات الجيش النظامي بحق المدنيين في سورية، والبراميل التي تلقى يوميا على المدنيين في أكثر من مدينة ومنطقة سورية خاصة حلب.

  • تحليل سياسي.. بعيون مؤيدة

المفاجأة الأكبر كانت مع البروفيسور(ديكلان هايز) الذي ذكرنا بالنائب البريطاني (غالاوي) ودفاعه المستميت عن نظام صدام حسين. فقد قارب هايز بين الثورة والجيش الحر وبين حركة (بوكو حرام) المتطرفة التي تقتل المسيحيين في نيجيريا. وقد هاجم بشدة رئيس هيئة أركان الجيش الحر السابق (سليم إدريس) متهما إياه بتوجيه معلومات لقتل عناصر الجيش السوري وتعذيبهم وقتل النساء والأطفال. وهو ما لاقى ترحيبا كبيرا من الحضور وتصفيقا متكررا.

وقد وضح أن (هايز) انتقد بشدة سياسات الولايات المتحدة الأمريكية تجاه العالم عموما، وأن القتل الممارس والعنف سببه أمريكا، وهي ذات الحجة التي بسببها يقف الكثير من السياسيين والناشطين الأوربيين مع الأنظمة الديكتاتورية في العالم الثالث، وهو ما كان يحدث في العراق صدام حسين، وليبيا معمر القذافي، وسورية بشار الأسد.

وختم (هايز) محاضرته برفع صورة لبشار الأسد، دلالة على تأييده لهذا الأخير، وهو ما يترك التعجب حول تقديس الديكتاتور من قبل بروفيسور بريطاني يعيش في دولة ديمقراطية. بقي أن نذكر أن المحاضرة كانت باللغة الإنكليزية ولم يكن هناك سوى بضع أجهزة للترجمة الفورية، أما باقي الحضور فقد كانت مهمته التصفيق على كلام لم يفهم منه شيء.