أخبار الآن | دمشق- سوريا(نور حمزة):

غيّب الموت أمس، السابع عشر من نيسان الروائي الكولومبي الشهير “غابرييل غارسيا ماركيز” عن عمر يناهز 87 عامافي مدينة مكسيكو سيتي..

وكان الكاتب الأكثر شهرة في العالم منذ أكثر من نصف قرن، قد لازمه المرض طوال السنوات العشر الماضية، وخضع خلال الأيام الماضية لعلاج في منزله في المكسيك بسبب إصابته بالتهاب رئوي.وكان “ماركيز” قد أمضى سنواته الأخيرة برفقة زوجته “مرسيديس بارشا” في المكسيك في عزلة عن النشاطات الثقافية ووسائل الإعلام.

•    حكايات الشعوب المقهورة ..
“ماركيز” المولود في السادس من آذار للعام 1927، كاتب وصحافي وروائي، حاز على جائزة نوبل للآداب عام 1982 عن الرواية الأكثر شهرة في التاريخ الأدبي المعاصر “مائة عام من العزلة”. نشرت عام 1967، وطبع منها قرابة الثلاثين مليون نسخة، وترجمت إلى ثلاثين لغة لتكون أكثر الروايات المقروءة والمترجمة للغات أخرى.

ترمز الرواية من خلال حكايتها إلى نشوء الدول التسلطية في مجتمعات العالم الثالث التي تتشابه في بنيتها وتكوينها، فمن خلال سرد تاريخ قرية معزولة “ماكوندو” في أميركا الجنوبية تتكشف آليات صعود السلطات القمعية والسعي وراء السيطرة و”توريث” الشخصيات الديكتاتورية عبر الأجيال.

تنطبق روح الرواية على كل شعوب العالم الثالث، ولهذا السبب فقد أخذت أعماله صدى واسعاً لدى المثقفين والمشتغلين بالعمل المدني والمهتمين بالتغيير والديمقراطية. فالشعوب تتشابه في جلاديها وإن اختلفت الأمكنة.

•    التأريخ الاجتماعي للديكتاتورية ..
تمحورت أعمال “ماركيز” حول كشف آليات التسلط السياسي والاجتماعي، وتناوله للعديد من الرموز الديكتاتورية التي أجبرت شعوبها على البقاء في مرحلة ما قبل التاريخ والحرية. ومن هذه الروايات نذكر: خريف البطريرك، الجنرال في متاهته، ليس لدى الكولونيل من يكاتبه. هذا عدا عن روايته القريبة من القارئ العربي “قصة موت معلن” حيث يكون بطل الرواية أمريكي من أصل عربي/فلسطيني “سانتياغو نصّار”، وقد كانت لماركيز مواقف واضحة تجاه حرية الشعوب وحقها في الديمقراطية وهو من أكثر الأصدقاء قربا للمخرج التشيلي/ الفلسطيني ميغيل ليتين.
ولأن الرواية ليست مجرد توثيق تاريخي، فقد اشتهرت أعماله التي خلدت قصص الحب ومن أبرزها: الحب في زمن الكوليرا، عن الحب وشياطين أخرى.