أخبار الآن | حلب – سوريا – (رامي سويد):

حيث أكدت مصادر طبية خاصة في مشفى “الرازي” الحكومي وسط حلب للآن خروج 48 جثة لمدنيين من المشفى، قضى معظمهم في القصف العشوائي على مناطق الخالدية والجابرية والميدان والأشرفية وسط حلب، والموكامبو غرب حلب.

وكان المكتب الإعلامي الخاص بلواء شهداء بدر التابع للفرقة السادسة عشرة في الجيش السوري الحر قد بث على مواقع التواصل الاجتماعي عدة تسجيلات فيديو تظهر عناصره وهم يقومون بقصف مناطق الأشرفية والجابرية والخالدية والميدان بقذائف الهاون محلية الصنع وقذائف مدفع جهنم (مدفع محلي الصنع، مقذوفه هو عبارة عن اسطوانة غاز يتم تفريغها من غاز الطبخ وملؤها بالمواد المتفجرة ومن ثم تركيب صاعق وحشوة دافعة لها).

مساءً بث المكتب الإعلامي التابع لنفس اللواء بيانا مصوراً لأحد قادة اللواء أعلن فيه أن القيادة العسكرية في لواء شهداء بدر تنفي مسؤوليتها عن قصف منطقتي الموكامبو وشارع النيل، وتعلن مسؤوليتها عن قصف منطقتي الأشرفية والخالدية بسبب وجود حشد عسكري لقوات النظام فيهما، ثم طالب المتحدث باسم اللواء السكان في مناطق الخالدية وشارع تشرين والأشرفية بإخلاء بيوتهم في هذه المناطق، مذكراً أن اللواء أعلن في بيان سابق أن هذه المناطق هي مناطق عسكرية وطلب من المدنيين إخلائها حفاظا على أرواحهم.

وكان هذا القصف قد أثار موجة من الاستياء العارم بين السكان في المناطق التي يسيطر عليها النظام، حيث أعتبر السكان أن تعرضهم للقتل بقذائف عشوائية ليس إلا عملية قتل انتقامية لا تختلف بشيء عن ممارسات النظام السوري الذي يقوم بقصف المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر في المدينة بالبراميل المتفجرة بشكل عشوائي منذ أشهر، الأمر الذي أدى لمقتل الآلاف من سكان هذه المناطق.

ردا على ذلك أصدرت غرفة عمليات أهل الشام المشتركة لأكبر فصائل الجيش الحر في المدينة بياناً اعتبرت فيه دماء المدنيين في مناطق سيطرة النظام أمانة في أعناق الثوار، مطالبةً فصائل الثوار العاملة في المدينة توخي الحيطة والحذر لعدم تكرار استهداف المدنيين في مناطق سيطرة النظام تحت طائلة المحاسبة من قبل غرفة العمليات، دون أن تستبعد الغرفة في بيانها أن يقوم النظام باستهداف المدنيين في مناطق سيطرته لتجييش السكان ضد الثوار.

كما أصدر المكتب السياسي في جيش المجاهدين أحد أكبر التشكيلات التابعة للجيش الحر في حلب بياناً تبرأ فيه من أي عمل يؤدي لإيذاء السكان، محملاً مسؤولية هذه الأعمال للفصائل التي تستهتر بالدماء، وطالب البيان الفصائل التي تقوم بقصف مناطق سيطرة النظام عشوائيا بعدم التعامل بردود الأفعال فقصف النظام العشوائي لمناطق سيطرة الجيش الحر لا يبرر قصف الفصائل التابعة للجيش الحر مناطق سيطرة النظام عشوائيا، ثم دعا في نهاية البيان المدنيين من سكان المناطق التي يسيطر عليها النظام إلى أخذ الحيطة والحذر والتزام بيوتهم ما أمكنهم ذلك.

ويأتي هذا القصف في الوقت الذي تشهد فيه المدينة الاشتباكات الأعنف على الاطلاق بين قوات الجيش الحر وقوات النظام، حيث تهاجم قوات الجيش الحر مناطق سيطرة قوات النظام في المدينة من ستة محاور، بعد أن تمكنت من السيطرة على منطقة الراموسة الاستراتيجية ومعمل “السادكوب” الأمر الذي أدى لقطع طريق الإمداد الوحيد لمناطق سيطرة قوات النظام في المدينة.

القصف العشوائي لمناطق سيطرة النظام في حلب ليس الأول من نوعه حيث شهدت هذه المناطق موجات متقطعة من القصف بقذائف الهاون وقذائف مدفع جهنم خلال السنة الأخيرة، أستهدف معظمها مناطق الجميلية والحمدانية والجابرية الخالدية والأشرفية، وكان أشهدها بالفترة الأخيرة القصف الذي حصل منذ عشرة أيام على حي الحمدانية إبان هجوم كتائب الجيش الحر على أكاديمية الأسد العسكرية والذي أدى لمقتل عشرة مدنيين وإصابة آخرين.