كوريا الجنوبية، 25 ابريل 2014، وكالات –

وصل الرئيس الاميركي باراك  اوباما الى كوريا الجنوبية اليوم في زيارة تطغى عليها اشارات متزايدة بان الشمال يستعد لاجراء تجربة نووية جديدة، والحداد في الجنوب بعد غرق عبارة ادى الى 300 ضحية غالبيتهم من طلاب. ومن المتوقع ان يقدم اوباما تعازيه لنظيرته الكورية الجنوبية بارك غوين-هيي حول الماساة، الا ان جدول الاعمال ستطغى عليه استعدادات بيونغ يانغ لاجراء تجربة نووية جديدة .             
واظهرت صور التقطت بالاقمار الاصطناعية قبل يومين نشاطا متزايدا في موقع بونغيي-ري للتجارب النووية في كوريا الشمالية، وهذا النشاط مرتبط “على الارجح بالتحضير لتفجير جديد”، بحسب المعهد الاميركي الكوري في جامعة جونز هوبكنز.
             
وكانت سيول اعلنت الثلاثاء انها رصدت في نفس هذا الموقع مؤشرات تدل على ان بيونغ يانغ قد تكون تحضر لتجربة نووية جديدة قد تجريها خلال زيارة باراك اوباما التي ستستمر 48 ساعة.
             
الا ان الصور الاخيرة للاقمار الاصطناعية تشير الى حركة متزايدة للعربات والمواد بالقرب ما يعتقد انهما مدخلان لنفقين جاهزين لاجراء تجارب، بحسب المعهد الاميركي الكوري على موقعه “38 نورث”. كما اظهرت الصور ما يبدو انها عربات تابعة للقيادة والمراقبة من اجل تامين اتصالات سرية بين موقع التجارب والمنشات الاخرى.
             
وحتى اليوم اجرت كوريا الشمالية ثلاث تجارب نووية: في تشرين الاول/اكتوبر 2006 وايار/مايو 2009 وشباط/فبراير 2013، وهي تجارب تحظرها الامم المتحدة التي عمدت عقب كل واحدة منها الى تشديد عقوباتها على بيونغ يانغ.
             
وذكر المعهد الاميركي الكوري بانه وفي شباط/فبراير 2013 حصل تزايد في النشاطات على مدى يومين او ثلاثة قبل اجراء التجربة. وقال على موقعه “لا نعلم اذا كانت كوريا الشمالية ستعتمد المنهج نفسه”.
             
واذا مضت بيونغ يانغ قدما في تجربتها الرابعة فانها ستكون تحديا واضحا لمساعي اوباما من اجل تكريس دور الولايات المتحدة كقوة في المحيط الهادئ.
             
وبدات جولة اوباما الاسيوية في طوكيو حيث حث الصين على الضغط على كوريا الشمالية لحملها على وقف برنامجها النووي، مقرا علنا بدور بكين الذي لا غنى عنه في هذا الملف.
             
وقال ان “كوريا الشمالية قامت باعمال استفزازية عدة في العقود الماضية لقد لعبت دورا غير مسؤول على الساحة الدولية لعدة عقود”. واضاف اوباما “انها الدولة الاكثر عزلة في العالم وتعاني من عقوبات دولية اكثر من اي دولة اخرى”.
             
وكان اوباما حذر في مقابلة قبل وصوله الى سيول من ان كوريا الشمالية يمكن ان تتوقع “ردا حازما” اذا ارتكبت “خطا” القيام بتجربة نووية جديدة.
             
من جهتها، نددت بيونغ يانغ في مطلع الاسبوع بزيارة اوباما معتبرة انها تحرك “خطير يمكن ان يزيد من التصعيد العسكري ويشيع “غيوم سباق نحو التسلح النووي” فوق شبه الجزيرة الكورية.
             
وتنشر الولايات المتحدة حليفة الجنوب 2850 جندي في كوريا الجنوبية وتقوم الدولتان كل عام بمناورات مشتركة يندد بها الشمال.
             
وللزيادة من التوتر، اطلقت سفينة تابعة للبحرية الكورية الجنوبية طلقات تحذيرية الجمعة بعد ان عبر زورقان كوريان شماليان الحدود  البحرية المتنازع عليها بين البلدين. وسرعان ما انسحب الزورقان اللذان كانا يقومان بدورية.
             
وتنقسم آراء المحللين اليوم حول ما اذا كانت كوريا الشمالية ستجري تجربة نووية خلال زيارة اوباما. فبعضهم يقول ان بيونغ يانغ تريد إحداث بعض الضجيج ولكنها قطعا لا تريد إثارة غضب حليفتها الاولى بكين.
             
ويمكن ان يؤدي اجراء تجربة نووية الى اتحاد اليابان وكوريا الجنوبية اللذين تتسم العلاقات بينهما بالبرودة منذ عدة اشهر والولايات المتحدة بينما سيضع الصين في موقف محرج.
             
الا ان سيول تقول ان التحركات يمكن ان تكون فقط للايهام بدنو موعد تجربة نووية جديدة.
             
وستطغي ايضا على زيارة اوباما ماساة غرق العبارة التي قضى فيها مئات الطلاب قبل عشرة ايام قبالة السواحل الجنوبية للبلاد. وادى غضب الاهل الى توتر الاجواء العامة في البلاد مع تزايد تعبير السكان عن احتجاجاتهم ضد المسؤولين.