أخبار الآن | جنيف – سويسرا – 19 يونيو – 2014-  (غرفة الأخبار) –

في جنيف عرضت مقاطع مترجمة من لقاء خنساء حوران الذي أجرته أخبار الآن ضمن ندوة خاصة أقيمت بالتزامن مع أعمال مجلس حقوق الإنسان الذي عقد اجتماعاً بدوره لعرض تحديث شفهي من قبل لجنة التحقيق المستقلة حول انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، سعيا لإيصال صوت الشعب السوري إلى الرأي العام الدولي وبشكل خاص في المحافل الدولية المختصة.

الندوة نظمتها منظمة "لا سلام بدون عدالة" في مبنى الأمم المتحدة في جنيف برعاية الحكومة السورية المؤقتة  والبعثة الإيطالية لدى مكتب الامم المتحدة في جنيف وعدد من المنظمات الحقوقية بعنوان "وقف التهرب من محاسبة مرتكبي الفظائع في سوريا".

 وشارك في الندوة من الجانب السوري إضافة لرئيس الحكومة المؤقتة د. أحمد طعمة كل من هيثم المالح رئيس المكتب القانوني في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ود.عماد الرشيد رئيس المكتب السياسي في التيار الوطني السوري.

وخلال الندوة  تحدث طعمة عن دور الحكومة في تخفيف معاناة السوريين جميعاً وبخاصة ضحايا انتهاكات النظام المستمرة لحقوق الإنسان في سوريا، وأكد على ضرورة تفاعل المجتمع الدولي بشكل حقيقي مع تلك المعاناة سعياً لإنهائها ومحاسبة المجرمين حتى يتحقق الاستقرار المنشود في سوريا.

وأجرينا مقابلة حصرية مع الحاجة حسنة الحريري الملقبة بخنساء حوران وهي معتقلة سابقة في سجن الموت وهو الفرع 215 في كفر سوسة خنساء كشفت لنا أفعال النظام بحق المعتقلين من اغتصاب وتعذيب وقتل بهذا السجن وقالت إن عدد المعتقلين يقل يوميا جراء حالات القتل في المعتقل .

لقد كنا نجلس في غرفة بطول 4 أمتار وعرض 3 أمتار ولا يستطيع أحدنا الإستلقاء على الأرض لأن عدد المعتقلين في هذه الغرفة الصغيرة يتجاوز ال70 شخص والأغلب من المعتقلين ينامون وهم جالسين فوق رؤوس بعضهم البعض، حتى أنه لا يزيد مكان للجلوس فيبقى قسم منهم واقفاً… وهذه الغرفة لا تحتوي على نافذه للهواء ولا يوجد بها أيء شي يحرك الهواء أو يجدده فلن يعيش فيها سوى قوي النفس والعزيمة.

وهناك موتى من الإختناق في كل يوم يمر علينا…أما بالنسبة للطعام فيقدمون لنا أسوأ أنواع الطعام وبكميات زهيدة وقليلة بحيث أن الكمية التي تقدم ل 8 أشخاص داخل هذه الغرفة لا تكفي شخصاً واحداً، وغالباً يكون الطعام فاسداً أو قارب على إنتهاء الصلاحية أما بالنسبة للخبز… فهو من أسوأ أنواع الخبز على الإطلاق وملمسه يشبه ملمس الورق المقوى والكرتون والطعم كذلك…

أما بالنسبة للمرضى فهناك تحت الأقبية، وفي هذا الفرع ((215)) أكثر من 5000 معتقل.يمكننا القول أنه هناك 85 % من المعتقلين بحالة مرض ومنها حالات صعبة ومستعصية وليس لها دواء داخل هذا الفرع.

فعندما يمرض المعتقل يصاب بضيق التنفس ثم يتصاعد المرض إلى الحمى وارتفاع درجات الحرارة ومن ثم الهذيان ومن ثم انفصام الشخصية… إلى أن يصبح مجنوناً أو صامتاً لا يتكلم بشيء ويموت موتاً بطيئاً من القهر والذل، فليس هناك من يطببه ويعطيه ما يناسبه من الدواء الشافي.والبعض من المرضى يصابون بأمراض جلدية خطيرة وذلك نظراً لطبيعة الجو تحت الأقبية وداخل الغرف والسجون… فالرطوبة العالية تساعد على انتشار الحشرات القاتلة والسامة…