ربما من افضل الأمثلة على شباب الحراك السلمي في الثورة السورية هو الشاب أمجد سيوفي الذي قـُتل امس الأول نتيجة قصف قوات النظام عن عمر ناهز ثمانية وعشرين عاما. كان السيوفي صاحب فكرة مكبرات الحرية ومناطيد الحرية والكثير من الابتكارات السلمية التي ساهمت في لحاق دمشق بركب الثورة.

هذا هو المهندس امجد السيوفي ابن الميدان الدمشقي عرف بافكاره السلمية والمبدعة بالتعبير عن شباب سوريا المطالب بالحرية. امجد ترك دراسته للهندسة وفرغ نفسه للثورة السورية ليكون من اول الشباب الذين اشعلوا الثورة في العاصمة السورية وكانت لامجد العديد الاساليب التي ابتكرها والتي جعلت قوات النظام في حيرة من امرها من الافكار التي ابتكرها السيوفي كانت ما يعرف ب سبيكرات الحرية هي عبارة عن مكبرات للصوت توضع بأماكن مزدحمة وتنطلق منهما أغنية القاشوش “يلا ارحل يا بشار”، ولعل الأماكن الحساسة التي وضعت فيها سبيكرات الحرية فاجأت النظام إذ إن المرة الأولى التي صدح بها القاشوش كانت في منطقة الحريقة، المنطقة الأكثر ازدحاماً في دمشق، وانتقلت السبيكرات إلى كلية التجارة والاقتصاد وإلى جوار العديد من المخافر، حتى إن صوت المكبرات خرج من داخل مخفر المهاجرين، ولم يكتف السيوفي بهذه الفكرة ففي العام الاول للثورة السورية وعند التحاق دمشق بركب الثورة استيقظت دمشق على مجموعة مجسمات تمثل عملية تمثيلية لاعدام بشار الأسد، ليتدلى ذلك المجسم من عدد من جسور المدينة وأنفاقها، وكان أهمها جسر الرئيس في وسط العاصمة، ونفق الثورة ونفق باب شرقي وجسر كفرسوسةوغيرها وكانت لامجد ايضا العديد من المشاركات التطوعية خدمة لاهالي الضحايا والنازحين ولكنه لم يستطع البقاء في دمشق بعد ما ذاع صيته فاضطر الى الانتقال الى الاردن ليجعل من منزله هناك مكتب اعلاميا لنشر اخبار الثورة السورية ولكن ولفظاعة ما يحدث على الارض في سوريا لم يستطع امجد البقاء في الاردن دون ان يكون له يد في ثورة شعبة فعاد الي سوريا ولم يكن يدري ان طائرة من طائرات النظام تنتظره بحمولتها فقصف البيت الذي كان فيه في سقبا ليكون المهندس امجد احد ضحايا هذا القصف ولينضم لمجموعة كبيرة من الكفاءات التي ربما كانت ستخدم بلدها لو كان الحال غير الحال